الذئبة
مرض الذئبة، المعروف أيضًا باسم الذئبة الحمامية الجهازية (SLE)، هو مرض من أمراض المناعة الذاتية المزمنة والذي بدلاً من أن جهاز المناعة يحمي الجسم من البكتيريا والفيروسات فإنه يهاجم أنسجة المريض نفسه. يمكن أن تؤثر على أعضاء متعددة من الجسم، وخصوصاً الجلد والمفاصل والدم والكلى والجهاز العصبي المركزي. يعود اسم "الذئبة الحمامية" إلى أوائل القرن العشرين. وتشتق كلمة ذئبة من كلمة ذئب، وهي تشير إلى طفح جلدي مميز بالوجه على شكل الفراشة، وهو ما يشبه العلامات البيضاء الموجودة على وجه الذئب. تعني كلمة "الحمامية" فهي في اليونانية "Erythematosus" تعني "الأحمر"، وذلك في إشارة إلى احمرار الطفح الجلدي. والذئبة أكثر شُيُوعًا عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 15 و40 عامًا، ولكن يُمكن أن تحدث عند أي شخص تقريبًا. و هي حالة تستمر مدى الحياة، ولكن كلما جرى تشخيصها في وقت أبكر، كان المآل أفضل. * تشمل أنواع مرض الذئبة ما يلي: - الذئبة الحمامية الجهازية (SLE): الشكل الأكثر شيوعًا، حيث يؤثر على أعضاء متعددة. - الذئبة الحمامية القرصية: تؤثر في المقام الأول على الجلد، وتسبب الطفح الجلدي والقروح. - الذئبة الحمامية الجلدية تحت الحادة: تظهر على شكل آفات جلدية ناجمة عن التعرض لأشعة الشمس. - الذئبة الناجمة عن الأدوية: تحدث بسبب تناول بعض الأدوية، وتختفي عادة بعد التوقف عن تناولها. - الذئبة الوليدية: نادرة، تصيب الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالأجسام المضادة لمرض الذئبة. * أعراض مرض الذئبة: يُمكن أن تبدأ الأعراض ببطءٍ وتزداد مع مرور الزمن، أو يُمكن أن تبدأ فجأةً،وقد تظهر الأَعرَاض وتزول، وتختفي لسنوات بين النوباتِ أحيانًا. تختلف الأَعرَاض إلى حد كبير استنادًا إلى أجزاء الجسم التي تأثَّرت،وتنطَوي الأعراضُ الشَّائعة عند العديد من الأشخاص على: - ألم أو تورُّم في المفصل - تعب وشعور بالتوعُّك - حمَّى - طفح أحمر على الأنف والخدين، ويُسمَّى أحيانًا الطفح على شكل فراشة، وذلك لأن شكله يشبه الفراشة - طفح أحمر على العُنق أو أعلى الصدر أو المرفقين - تفاقُم الطفح عندما يكون المريض في الخارج تحت الشمس - مُتلازمة رينو (تصبح الأصابع بلون باهتٍ مع وخزٍ وخدر عندما يتعرض المريض إلى البرد) قد تُسبب الذئبة الحمامية الجهازية العديد من المضاعفات، ومن أبرزها: - تساقط الشعر على شكل لُطَخ - تخثر الدم، والتهاب في الأوعية الدموية. - نوبة قلبية / ألم في الصدر بسبب التهاب حول القلب (التهاب التأمور) - سكتة دماغية. - مشاكل في الذاكرة. - صداع، أو مشاكل في التفكير، أو اضطرابات نفسية - تغيرات سلوكية. - نوبة صرع. - جفاف العينين - التهاب في أنسجة الرئة / صعوبة في التنفُّس - شُعور بالتوعك في المعِدَة أو إسهال أو ألم في منطقة البطن - مشاكل في الكلى وفشل كلويّ * أسباب مرض الذئبة : هناك العديد من العوامل التي لها دور في الإصابة، ومن أهمها: 1. العامل الجيني مرض الذئبة غير مرتبط بنوع جين معين، ولكن يكون مرضى الذئبة الحمامية الجهازية يُعانون عادةً من أمراض مناعة ذاتية أخرى. 2. العامل البيئي بعض المؤثرات البيئية التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض ما يأتي: الأشعة فوق البنفسجية. بعض أنواع الأدوية. الفيروسات. التعرض للتوتر. التعرض لإصابة. 3. العامل الجنسي وهرمونات يُصيب النساء أكثر من الرجال، كما قد تُعاني النساء أيضًا من أعراض أكثر حدة أثناء الحمل وفترات الحيض، دفعت هاتان الملاحظتان بعض المهنيين الطبيين إلى الاعتقاد بأن هرمون الإستروجين الأنثوي قد يلعب دورًا في التسبب في مرض الذئبة الحمراء، ومع ذلك لا تزال هناك حاجة لمزيد من البحث لإثبات هذه النظرية. * علاج مرض الذئبة : لا يوجد ادوية لمعالجة مرض الذئبة، الهدف من العلاج هو السيطرة على الأعراض ، ومن الادوية المستخدمة لتخفيف الأعراض: - جرعة عالية من الكورتيكوسترويد. - أدوية لتثبيط جهاز المناعة، يتم استخدمها في حال عدم الاستجابة للكورتيكوسترويد، أو عدم القدرة على استخدامه بسبب أعراضه الجانبية. - مميعات الدم، مثل: الوارفارين (Warfarin) في حال وجود مشاكل في تخثر الدم. وغالبًا تحتاج الأعراض الشديدة التي تشمل القلب، والرئتين، والكلى، والأعضاء الأخرى إلى العلاج من قبل المتخصصين . - علاج الذئبة بالخلايا الجذعية : أظهرت العديد من الأبحاث والدراسات أن مرض الذئبة يمكن علاجه بالخلايا الجذعية. يمكن تمييز الخلايا الجذعية إلى غضاريف وعظام مما يؤدي إلى تجديد الأنسجة. تعتبر الخلايا الجذعية مفيدة جدًا في علاج أمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة . وفقًا للأبحاث الحديثة ، يتم إعطاء الخلايا الجذعية في المناطق التي يحدث فيها الالتهاب لمرضى الذئبة وهذا يساعد في تجديد الأنسجة التالفة. نظرًا لعدم وجود أي آثار جانبية أو خطر في علاج الخلايا الجذعية ، يعتقد العديد من العلماء والخبراء أن العلاج بالخلايا الجذعية يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في مرضى الذئبة.